ثانيًا: شَرعيَّةُ قولِ المسؤولِ: في السَّماءِ. فأقَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الجاريةَ على ذلكَ، فلو كانَ لا يجوزُ أنْ يُقالَ: إنَّ الله في السَّمَاء، لبيَّنَ لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، لأنَّهُ لا يجوزُ لهُ الإقرارُ على الخطأ، لا سيَّما وكانَ ذلكَ بحضورِ جماعةٍ مِنَ النَّاسِ (?).
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مُنَزَّهٌ أنْ يَسألَ سؤالًا فاسدًا، وسمعَ الجوابَ عنْ ذلكَ، وهوَ مُنَزَّهٌ أنْ يُقِرَّ على جوابٍ فاسدٍ (?).
ثالثًا: وفيهِ دليلٌ على أنَّ مَنْ لمْ يَعْلَمْ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ في السَّماءِ فليسَ بمؤمنٍ. ألا ترى أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حكمَ بإيمانِ الجاريةِ لمَّا أقرَّتْ بأنَّ ربَّهَا في السَّمَاء، وَعَرفَتْ ربَّهَا بصفةِ العلوِّ والفوقيَّةِ (?).
رابعًا: وفيهِ دليلٌ على أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ على عرشهِ فوقَ السَّماءِ (?).