وهذا أصلٌ مهمٌّ، منْ تصوَّرهُ وتدبَّرهُ انتفعَ بهِ غايةَ النَّفعِ وتخلَّصَ بهِ منْ ضلالِ المتفلسفينَ، وحيرةِ المتكلِّمينَ، «وعرفَ حقيقةَ الأقوالِ الباطلةِ، وما يلزمها مِنَ اللَّوازمِ، وعرفَ الحقَّ الذي دلَّ عليهِ صحيحُ المنقولِ، وصريحُ المعقولِ لا سيَّما في هذهِ الأصولِ التي هي أصولُ كلِّ الأصولِ، والضَّالُّونَ فيها لما ضيَّعوا الأصولَ حُرِموا الوصول» (?). والأصولُ اتِّباعُ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم (?). كما قيل:

أيُّها المُغْتَدِي لِتَطْلُبَ عِلْمًا ... كُلُّ عِلْمٍ عَبْدٌ لِعِلْمِ الرَّسُولِ

تَطْلُبُ الفِرْعَ كي تُصَحِّحَ حكمًا ... ثُمَّ أَغْفَلْتَ أَصْلَ أَصْلِ الأُصُولِ (?)

قالَ شيخُ الإسلامِ رحمه الله: الرسولُ صلى الله عليه وسلم بيَّنَ الأصولَ الموصلةَ إلى الحقِّ أحسنَ بيانٍ، وبيَّنَ الآياتِ الدَّالةَ على الخالقِ سبحانُه، وأسمائهِ الحسنى، وصفاتهِ العليا، ووحدانيتهِ، على أحسنِ وجهٍ.

وأمَّا أهلُ البدعِ منْ أهلِ الكلامِ والفلسفةِ ونحوهم فهمْ لم يثبتوا الحقَّ، بلْ أصَّلوا أصولًا تناقضُ الحقَّ، فلمْ يكفهم أنَّهم لم يهتدوا ولم يدلُّوا على الحقِّ، حتَّى أصَّلوا أصولًا تناقضُ الحقَّ، ورأوا أنَّها تناقضُ ما جاء بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم، فقدَّموها على ما جاءَ بهِ الرسولُ (?) صلى الله عليه وسلم فيا بئسَ ما أصَّلوا وما فرَّعوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015