شروط السماع المذكورة في كتب المشايخ

من هاهنا قيل بأنَّ الغنا ... يُنبِت في القلب النفاقَ العُجاب

يا قوم لو أنَّ الغنا قربة ... لجاء مَعْ كل نبيٍّ رَبابْ

أو كانَ هذا الرقص دينًا لنا ... لكانت الجنة مأوى الدِّبابْ (?)

الوجه الثامن: أنا نناشدكم الله، هل تدخلون في السماع بالشروط التي شرطها من أباحه ممن قلدتموه؟ فإنهم شرطوا فيه شروطًا مذكورة في كتب القوم.

منها: أن لا يتكلفوا السماع، وقالوا: من تكلفه فُتِن به، ومن صادفه استراح به. فأخبروا أنَّه فتنة لمن اختاره وقصده، وراحة لمن صادفه اتفاقًا، وهذا من أبين شيء على أنَّه ليس بقربة ولا طاعة، لأنَّ قصد الطاعات والقُرَب وإرادتها لا يكون فتنةً، بل لا تصح إلا بذلك.

ومنها: أن يدخله بقلب مملوء بربه، فارغ من شهواته وحظوظه، ذِكرُ الله فيه في محل الخطرات والوساوس، وقد ملك عليه ذكرُ ربه وساوسَه وخطراتِه.

ومنها: أن يقعد بوابًا على باب قلبه، يحرسه من السماع للنفس والشيطان، بل يكون سماعه مجردًا لله ولعبوديته.

ومنها: أن يحفظ قلبه في السماع من طوارق الغفلة عن الله والتفاته إلى سواه.

ومنها: أن يتلقى ما يَرِد عليه من إشارة السماع، بمطالبة نفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015