فتوى ابن بطة في الغناء والسماع

غناء الفساق اليوم.

وقال الخلال (?): أخبرني العباس بن محمد الدوري قال: سمعتُ إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم ترخِّصون في الغناء؟ فقال: "معاذَ الله، ما يفعل هذا عندنا إلا الفسّاق".

وذكر الخلال (?) عن مكحول قال لمن مات وعنده مغنية: لم نصلِّ عليه.

وقد أنكر السلف من السماع ما هو دون هذا بكثير، ولو شاهدوا هذا لاشتد إنكارهم له وعظم جدًّا، ورأيت لأبي عبد الله بن بطَّة جوابًا عن سماع الغناء، أنا أذكره بنصه (?).

قال: سألني سائل عن استماع هذا الذي يسمونه القول، وهو الغناء، والإصغاء إليه ومجالسة أهله، فنهيته عن ذلك، وأنكَرْتُه عليه، وأعلمتُه أن ذلك مما حظره الكتاب، وحرَّمته السنة، وأنكَرَتْهُ العلماء، وتجافاه العقلاء، واستحسنه السفهاء والسخفاء.

وزعم السائل أنه لقي جماعةً من الشيوخ ممن يتحلَّى بالعلم ويُنسَب إليه، في جماعة سواهم ممن يُظهِر النسك والتقشف ويدعون إلى الزهد والتعبد، يحضرونه ويستمعون له ويستحسنونه، ويحتجون في ذلك بتحريف القول، ويدعون إليه من أطاعهم، ويستجهلون من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015