قال زكريا بن يحيى الساجي: وكذلك مذهب جميع أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد وحده، فإنه كان لا يرى به بأسًا. قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري (?): فقد أجمع علماء الأمصار على كراهته والمنع منه، والوصف لعواره وتأثيره في القلوب، قال: وإنما فارقَ الجماعةَ هذان الرجلان إبراهيم وعبيد الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فارق الجماعة ماتَ ميتةً جاهلية" (?). فالمصير إلى قول الجماعة أولى، لاسيما من أحب أن يستبرئ لدينه ويحتاط لدينه.
فإن (?) قال قائلٌ مِن هذه الطائفة المفتونة بسماع الغناء: نحن لا نَدعُ سماع الغناء إذا كان قول بعض أهل العلم موافقًا لما نقوله ونعتقده إلا بدليل من كتاب الله.
فالجواب أن اعتقاد هذه الطائفة مخالف لإجماع المسلمين، فإنه ليس في المسلمين من جعله طاعة ودينا، ولا رأى إعلانه في المساجد، ولا حيث كان من البقاع الكريمة والجوامع الشريفة، فكان مذهب هذه الطائفة مخالفًا لما أجمعت عليه العلماء، ونعوذ بالله من الخذلان.
وقد قال الشافعي في كتاب أدب القضاء (?): إن الغناء لهوٌ