هل السماع شرعه الرسول أو لم يشرعه؟

ادعاء أنه مشروع كذب على الله ورسوله

إذا كان غير مشروع فاعتباره من الدين يستلزم كونه ناقصا

السماع من الباطل واللهو واللعب المنهي عنه

وحبُّها = لزِمَه أحدُ الأمرين، لابدَّ له من أحدهما:

إما أن يكون الله شرعَه لرسوله حيث أكمل له دينه، ففعله الرسول، وحضَّ عليه، وندَبَ أمته ودعاهم إليه، فإنَّه لم يترك سببًا يُقرِّبهم إلى الله وُينال به صلاحُ قلوبهم وأديانهم إلَّا شرَعَه، وأمر به ودعا إليه.

وقائل هذا ومعتقِدُه مجاهر (?) بالكذب على الله ورسوله، مُنادٍ على وَقاحتِه وجُرأته على الله وعلى رسوله وعلى دينه، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودينه بريءٌ من هذا السماع الذي فيه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله، وكذلك أصحابه والتابعون لهم بإحسان، فنسبتُه إليهم بهتٌ وكذبٌ وافتراءٌ عليهم، يُنفِّق به المبطلون باطلَهم، يتترَّسُون به من سهام حزب الرسول وأنصار دينه.

وإما أن يقول: إنَّ الله لم يشرعه ولا رسوله، ومع هذا فهو من الدين وحقائقه الذي يُنال به صلاح القلوب، ويجمعها على الله، فيلزمه حينئذٍ أن يكون الدين ناقصًا لم يكمله الله حتى يكمله هؤلاء السماعاتية، وأنهم خُصُّوا بخير لم يسبقهم إليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.

ولابدّ لهؤلاء من أحد هذين الأمرين المنافيين لدين الإسلام أو الاعتراف بالحق، وهو أنَّ هذا أحسن أحواله وما يقال فيه: إنه من الباطل واللعب واللهو الذي من اتخذه دينًا فله نصيب وافر من قوله: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015