الرد على من يقول: أنا لا أنظر لشهوة بل لعبرة

فهم لها عاكفون بقلوبهم. وصاحب الفجور الذي قد قضى شهوته، وفرغ قلبه، ولم يجعل تلك الصورة تمثالًا بين قلبه وبين الله، أحسنُ حالًا منهم.

فليتدبر اللبيب هذه اللطيفة، وليصرخْ إلى مقلِّب القلوب ومصرِّفها أن يُثبِّت قلبَه على دينه، وُيصرِّفه على طاعته.

وقد ثبت في الصحيح (?) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "العينانِ تزنيان وزناهما النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرِجْل تزني وزناها المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يُصدِّق ذلك أو يُكذِّبه". فجعل لكل عضو من هذه الأعضاء زِنًا يخصُّه، فكيف يتقرب إلى الله بزنا العين؟

وإن قال الناظر: أنا لا أنظر لشهوة بل لعبرة.

قيل له: فلِمَ نهاك الله عن النظر، وأمرك بغضِّ البصر؟

وقيل له: أمّا ما دامت النفس حيةً، والشيطان موجودًا، والطباع على حالها، فكلَّا.

وقيل له: صاحبُ الشرع أعلمُ بأحكام هذا النظر منك، حيث يقول: "لا تُتْبِع النظرةَ النظرةَ، فإنما لك الأولى، وليست لك الأخرى" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015