فصحبهم، فصاروا يستعملونه في السماع، ولا تكاد التوبة تنتهي إليه لتزاحمهم عليه، فترك صحبتهم، وقال: أنا كنتُ عمري تائبًا ولا أدري!
الوجه الثاني: أن التطريب بالآلات المُلهِية محرَّمٌ في السماع الذي يحبه الله ورسوله وهو سماع القرآن، فكيف يكون قربةً في السماع الذي لم يشرعه، بل ذمَّه وذمَّ أهله؟ وهل يصحُّ في عقل أو فطرةٍ مذمومٌ عند الله ينضمُّ إلى مذموم آخر فيصير المجموع محبوبًا مرضيًّا؟ فهذه الآفات ونحوها التي في السماع أعظم من آفات الكبائر الظاهرة، والله المستعان.
الوجه الثالث: كثرة إيقاد النيران بالشموع وغيرها، المفرِّق للقلوب القاطع لها عن جمعيتها على الله، حتى لو كان في الصلاة لفرَّق القلبَ وشَتَّتَه.
الوجه الرابع: التنوع في المطاعم والمشارب والمسموعات (?) على اختلاف أنواعها، وليس هذا شأنَ أرباب العبادات، وإنما هو شأن أصحاب الشهوات.
الخامس: ما يقارنه من الرقص والتكسُّر والتخنيث الذي هو سِمة النساء، وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء (?).
السادس: ما يُقارنه من آلات اللهو والمعازف، وقد ثبت في صحيح البخاري (?) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يكون في هذه الأمة قوم