إظهارًا منهم لما يُلامون عليه في الظاهر، وهم مُنطَوون في الباطن على الصدق والإخلاص، سترًا لحالهم عن الناس، فهم فعلوا ذلك لعدم احتمالهم الملامَ، والأولون احتملوا الملام فيما لا يحبه الله، وأحبَّاء الله فعلوا ما أحبَّه الله، ولم تأخذهم فيه لومة لائم.

فالأقسام ثلاثة:

أحدها: مَن يصدُّه اللوم عن مَحابِّ الله.

والثاني: مَن (?) لا تأخذه في محبة الله لومة لائم.

والثالث: من يُظهِر ما يُلام عليه إخفاءً لقيامه بمحابِّ الله.

فالأول مفرِّط، والثالث مؤمن ضعيف، والوسط هو الوسط الخيار، وهو المؤمن القوي، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف (?). وأعلى ما يحبه الله ورسوله الجهاد في سبيل الله، واللائمون عليه كثير، إذ أكثرُ النفوس تكرهه، واللائمون عليه ثلاثة أقسام: منافق، ومخذِّل مفتِّر للهمة، ومُرجِف مُضعِف للقوة والقدرة.

فصل

وأمَّا متابعة الحبيب (?) في أقواله وأفعاله، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015