قول ابن الراوندي وابن سينا في السماع وأنه مما يزكي النفوس ويهذبها

فصل: احتجاجهم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع ما أنشد من الشعر

قال إمام الزنادقة ابن الراوندي: اختلف الفقهاء في السماع، فقال بعضهم: هو مباح، وقال بعضهم: هو محرم، وعندي أنه واجب. ذكره أبو عبد الرحمن السلمي عنه في "مسألة السماع" (?) واعتضد به. وكذلك شيخ الملاحدة وإمامهم ابن سينا في الإشارات (?) أمر بسماع الألحان وعشق الصور، وجعل ذلك مما يُزكِّي النفوس ويهُذِّبها ويُصفّيها، وقبله معهم معلمهم الثاني أبو نصر الفارابي إمام أهل الألحان. فرضي الله عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وجزاه عن نصيحته للإسلام خيرًا، فكل هذا مما يشهد لقوله: إن غناء التغبير من إحداث الزنادقة.

فصل

إذا عُرِف هذا فنحن نذكر ما في هاتين المقدمتين اللتين لُبِّسَ فيهما الحق بالباطل، واستولد من سفاحهما هذا الولد الذي هو شر الثلاثة، أن هذا السماع طاعة وقربة.

أما احتجاجكم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع ما أُنشِد بين يديه من الشعر ولم ينكره، وأنه قال ما يُشبِه الشعر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015