معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة"

لم يلبسه في الآخرة" (?)، وقال في صِحاف الذهب والفضة: "هي لهم في الدنيا ولنا في الآخرة" (?).

فأخبر أنه من استعمل هذه الأمور في الدنيا من المطعوم والملبوس وغيرهما لم يستعملها في الآخرة، فإما أن يستعملها أهل الجنة وُيحْرَمها هو وإن دخلها، كما روى ابن أبي حاتم (?): حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا حسن يعني ابن علي بن حسن البراد عن حميد الخراط عن محمد بن كعب قال: "من شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة". قال: قلت: فإنه تاب حتى أدخله الله الجنة، والله تعالى يقول: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: 31] قال: يُنسِيهم الله ذكرَها.

أو أن (?) ذلك وعيدٌ له بأنه لا يدخل الجنة، فإن هذه الأمور يستعملها أهل الجنة، فمن لم تحصل له في الآخرة لم يكن من أهل الجنة. وهما تأويلان للسلف في هذه الأحاديث.

فلو قيل: إن هذا السماع اللذيذ الموعود به في الجنة إنما هو لمن نزَّه سمْعَه في الدنيا عن سماع الغناء والملاهي، اعتبارًا بنظيره من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015