أصحاب الإرادة ثلاثة أنواع: المريدون لله، والمريدون من الله، والمريدون ما يريد الله

القسم الثالث هم أولياء الله المقربون

غلط القوم في مسألة السماع وانقسامهم إلى فرقتين

بواطنهم من ذلك كله = وقفوا (?) مع القوال والأبيات والأشعار التي تثير الطباع، وتهُيِّج ثائرةَ العشق بالطباع لا بالقلوب والأرواح" (?). فهذا كلام من خَبَر السماع، وعلم ما فيه من الآفات.

وأما من أخذ في إباحته واستحبابه، ومدحه من غير تعرض لآفاته، فإنَّه محجوب عن صلاح قلبه ومعرفة مفسداته، والفرق بين حظ النفس والشيطان وحق الرب، وهو ممن يعبد الله على ما تهواه نفسه وتحبه، لا على ما يحبه الله ويرضاه، وليس الشأن في أنك تريد الله، بل تريد ما يريد الله.

وأصحاب الإرادة ثلاثة أنواع: المريدون لله، والمريدون من الله، المريدون ما يريد الله، وهؤلاء هم أولياء الله والمقربون، وهم أهل الإرادة الصحيحة، فإنهم واقفون مع مراد الله الديني الذي يحبه ويرضاه منهم.

والمريدون من الله واقفون مع حظوظهم وإراداتهم بحسب تفاوتهم فيها، وبحسب هممهم.

والمريدون لله إن لم يتقربوا إليه بمراضيه وما يحبه منهم، وما شرعه لهم على لسان رسوله، وأعلمهم أنهم لا يصلون إليه إلا من طريقه، وإلا فهم ممقوتون عنده، مطرودون عن بابه، مُبعَدون عن قربه، ولو كان في قلوبهم من المحبة والشوق والإرادة أمثالُ الجبال لم ينفعهم شيئًا حتى يقفوا مع مراده منهم.

ومن ههنا غَلِطَ القومُ في مسألة السماع، فإنهم رأوا السماع يُثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015