أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَكْبَرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَقِيلَ لَهُ: " الرَّجُلُ الضَّرِيرُ يُكْتَبُ لَهُ وَيُلَقَّنُ بَعْدُ وَيَحْفَظُ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَفِظَ مِنْ فِيهِ يَعْنِي مِنْ فِي الْمُحَدِّثِ - وَقَالَ الْعَبَّاسُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ الرَّجُلُ يُلَقَّنُ حَدِيثَهُ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَعْرِفُ إِنْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ فَلَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ إِذَا أُدْخِلَ عَلَيْهِ , فَكَأَنَّ يَحْيَى كَرِهَهُ قَالَ يَحْيَى هَذَا الْكَلَامَ أَوْ مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ» قَالَ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: «وَنَرَى الْعِلَّةَ الَّتِي لِأَجْلِهَا مَنَعُوا صِحَّةَ السَّمَاعِ مِنَ الضَّرِيرِ وَالْبَصِيرِ الْأُمِّيِّ هِيَ جَوَازُ الْإِدْخَالِ عَلَيْهِمَا مَا لَيْسَ مِنْ سَمَاعِهِمَا وَهِيَ الْعِلَّةُ الَّتِي ذَكَرَهَا مَالِكٌ فِيمَنْ لَهُ كُتِبَ وَسَمَاعُهُ فِيهَا صَحِيحٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَحْفَظُ مَا تَضَمَّنَتْ فَمَنِ احْتَاطَ فِي حِفْظِهِ كِتَابَهُ وَلَمْ يَقْرَأْ إِلَّا مِنْهُ وَسَلِمَ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ غَيْرُ سَمَاعِهِ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَسَنَذْكُرُ الْحِكَايَةَ عَمَّنْ أَجَازَ ذَلِكَ مِنَ السَّلَفِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى»