كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ مِنْ مَكَّةَ يُخْبِرُنِي أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ الْوَلِيدَ بْنَ بَكْرٍ الْأَنْدَلُسِيَّ حَدَّثَهُمْ لَفْظًا , قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْمُؤَمَّلِ الْحَافِظَ , بِمِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْحُفَّاظِ , - قَالَ الْوَلِيدُ: أَنَا نَسِيتُ اسْمَهُ - يَقُولُ: " لَا يَخْتَلِفُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ أَنَّ أَصَحَّ مَرَاتِبِ السَّمَاعِ قَوْلُ الرَّاوِي: سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ: سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ , إِمْلَاءً كَانَ مِنْ لَفْظِ الرَّاوِي أَوْ قِرَاءَةً أَوْ مُذَاكَرَةً , إِذَا كَانَ النَّاقِلُ ثِقَةً مُتْقِنًا , لِأَنَّهَا كُلَّهَا سَمَاعَاتٌ مِنْ لَفْظِهِ , قَالَ: وَكَذَلِكَ حَقُّ هَذَا فِي لِسَانِ الْعَرَبِ , وَمِثْلُهُ فِي لِسَانِهَا أَيْضًا قَوْلُ الرَّاوِي «حَدَّثَنَا» فُلَانٌ , قَالَ: «ثَنَا» فُلَانٌ: وَمِثْلُهُ فِي لِسَانِهَا أَيْضًا قَوْلُهُ «أَخْبَرَنَا» فُلَانٌ , قَالَ: «أَخْبَرَنَا» فُلَانٌ , وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «أَنْبَأَنَا» فُلَانٌ , قَالَ: «أَنْبَأَنَا» فُلَانٌ , وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «خَبَّرَنَا» فُلَانٌ «وَنَبَّأَنَا» فُلَانٌ , وَكَذَلِكَ قَالَ لَنَا فُلَانٌ , وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «ذَكَرَ» لَنَا فُلَانٌ , قَالَ: «ذَكَرَ» لَنَا فُلَانٌ , كُلُّ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عِنْدَ عُلَمَاءِ اللِّسَانِ عِبَارَةٌ عَنِ التَّحْدِيثِ مِثْلُ «سَمِعْتُ» فُلَانًا قَالَ: «سَمِعْتُ» فُلَانًا , وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِيهَا بَيْنَ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ فِي اسْتِعْمَالِهَا مِنْ جِهَةِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ , لَا مِنْ جِهَةِ الْحُكْمِ "