فلم يرض بأن سرق من بشار قوله:
والخيل سائلة تشق غبارها ... كعقارب قد رفعت أذنابها
حتى ضيع التشبيه الصائب بيت ألفاظ كالمصائب. والذي لا أمتري فيه أن عالما من المناضلين عنه عندهم أن (شوائل تشوال) أبدع في وصف الخيل من قول امرئ القيس:
له أيطلا ظبي وساقاً نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تنفل
ومن أوابده التي لا يسمع طوال الدهر مثلها قوله في سيف الدولة:
لئن كان بعض الناس سيفاً لدولة ... ففي الناس بوقات لها وطبول
وهذا التحاذق منه كغزل العجائز قبحاً؛ ودلال الشيوخ سماجة، ولكن بقي أن يوجد من يسمع، وفيها يقول:
فإن تكن الدولات قسماً فإنها ... لمن ورد الموت الزؤام تدول