ولما أبدع في هذه المرثية واختراع قال:

صلاة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال

وقد قال لي بعض من يغلو فيه: هذه استعارة، فقلت: صدقت ولكنها استعارة حداد في عرس فلا أدري هذه الاستعارة أحسن؛ أم وصفه وجه والدة ملك يرثيها بالجمال؛ أم قوله في وصف قرابتها وجواريها:

أتتهن المصائب غافلات ... فدمع الحزن في دمع الدلال

ولما أحب تقريظ المتوفاة؛ والإفصاح عن أنها من الكريمات، أعمل دقائق فكره، واستخراج زبدة شعره، فقال:

ولا من جنازتها تجار ... يكون وداعهم نفض النعال

ولعل هذا البيت عنده وعند كثير ممن يقول بإمامته أحسن من قول القائل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015