قَالَ ابْن الصّلاح: وَقد يفهمون الْوَضع من قرينَة حَال الرَّاوِي أَو الْمَرْوِيّ. فقد وضعت أَحَادِيث طَوِيلَة يشْهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها.
وَعَن الرّبيع بن خثيم قَالَ: إِن للْحَدِيث ضوءا كضوء النَّهَار تعرفه، وظلمة كظلمة اللَّيْل تنكره.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَبُو الْفرج: وَاعْلَم أَن الحَدِيث الْمُنكر يقشعر لَهُ جلد الطَّالِب للْعلم، وينفر مِنْهُ قلبه.
وَقد اسْتشْكل الإِمَام الْحَافِظ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي الشهير بِابْن دَقِيق الْعِيد، الِاعْتِمَاد على إِقْرَار الْوَاضِع بِالْوَضْعِ، فَقَالَ: هَذَا كَاف فِي رده، وَلَيْسَ بقاطع فِي كَونه مَوْضُوعا لجَوَاز أَن يكذب فِي هَذَا الْإِقْرَار بِعَيْنِه، وَالله أعلم انْتهى.
وَلَا يسأم من طول هَذِه الْمُقدمَة فَإِنَّهَا كالمدخل إِلَى هَذَا الْمُؤلف وَالله أسأَل أَن ينفع بِهِ قارئه وكاتبه والناظر فِيهِ إِنَّه قريب مُجيب.