فَحِينَئِذٍ لَا بَأْس بذلك بِأَن يَأْتِيهِ ضيف بعد تنَاوله مِقْدَار حَاجته فيأكل مَعَ ضَيفه لِئَلَّا يخجل وَكَذَا إِذا أَرَادَ أَن يَصُوم من الْغَد فَلَا بَأْس بِأَن يتَنَاوَل بِاللَّيْلِ فَوق الشِّبَع ليتقوى على الصَّوْم بِالنَّهَارِ
وَمن الْإِسْرَاف فِي الطَّعَام الاستكثار من الْمُبَاحَات والألوان فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عد ذَلِك من أَشْرَاط السَّاعَة وَقَالَ تدار القصاع على موائدهم واللعنة تنزل عَلَيْهِم وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا كَانَت فِي ضِيَافَة فَأتيت بقصعة بعد قَصْعَة فَقَامَتْ وَجعلت تَقول ألم تكن الأولى مأكولة فَإِن كَانَت فَمَا هَذِه الثَّانِيَة وَفِي الأولى مَا يكفينا قد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن مثل هَذَا إِلَّا أَن يكون ذَلِك عِنْد الْحَاجة بِأَن يمل من نَاحيَة وَاحِدَة فيستكثر من الْمُبَاحَات ليستوفي من كل نوع شَيْئا فيجتمع لَهُ مِقْدَار مَا يتقوى بِهِ على الطَّاعَة على مَا حُكيَ أَن الْحجَّاج كتب إِلَى عبد الملك بن مَرْوَان يشكو إِلَيْهِ ثَلَاثًا الْعَجز عَن الْأكل وَعَن الِاسْتِمْتَاع والعي فِي الْكَلَام فَكتب إِلَيْهِ أَن استكثر من ألوان الطَّعَام وجدد السراري فِي كل وَقت وَانْظُر إِلَى أخريات النَّاس فِي خطبتك
وَمن الْإِسْرَاف أَن يضع على الْمَائِدَة من ألوان الطَّعَام فَوق مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من للْأَكْل قد تَبينا أَن الزِّيَادَة على مِقْدَار حَاجته كَانَ حق غَيره إِلَّا أَن يكون من قَصده أَن يَدْعُو بالأضياف قوما بعد قوم إِلَى أَن يَأْتُوا على آخر الطَّعَام فَحِينَئِذٍ لَا بَأْس بذلك لِأَنَّهُ مُفِيد
وَمن الْإِسْرَاف أَن يَأْكُل وسط الْخبز ويدع حَوَاشِيه أَو يَأْكُل مَا