الكتاب لسيبويه (صفحة 413)

وقال: هو منَّى مَعْقِدَ الإِزَارِ، فأجرىَ هذا مجرى قولك: هو منّى مكانَ السارية، وذلك لأنّها أماكنُ، ومعناها هو منّى فى المكان الذي يقعد فيه الضرباءُ، وفى المكان الذى نيطَ به الثُّريَّا، وبالمكان الذى يَنزل به الولدُ، وأنت منى فى المكان الذى تَقعد فيه القابلةُ، وبالمكان الذى يُعْقَدُ عليه الإِزارُ، فإِنَّما أراد هذا المعنى ولكنه حَذف الكلامَ. وجاز ذلك كما جاز دخلتُ البيتَ وذهبتُ الشأمَ؛ لأنَّها أماكنُ وإن لم تكنْ كالمكان.

وليس يجوز هذا في كل شيء، لو قلت: هو منّى مَجْلِسَكَ أو مُتَّكأََ زيدٍ، أو مَربِطَ الفرسِ، لم يجز. فاستَعملْ من هذا ما استَعملتِ العربُ، وأَجِزْ منه ما أجازوا.

ومن ذلك قول العرب: هو منّى دَرَجَ السَّيْلٍ، أى مكانَ درجِ السيل من السيل. قال الشاعر، وهو ابن هَرْمةَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015