قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} قرئ بفتح الراء وسكونها (?)، وهما لغتان غير أن الفتح أجود، لقولهم: أَدْرَاكُ جهنم (?). وأما جمع الدَّرْكِ بالإِسكان: فدُرُوك (?).

و{مِنَ النَّارِ} في محل النصب على الحال من {الدَّرْكِ}، أو من المستكن في {الْأَسْفَلِ}، وقيل: متعلق بمعنى الأسفل. والدَّرَكُ الأسفل: الطبق الذي في قعر جهنم على ما فسر (?).

والأدراكُ في اللغة: المنازل والطبقات، وأصله من اللحوق، من قولهم: أدركتُ كذا، إذا لحقتَهُ.

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)}:

قوله عز وجل: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} في موضع نصب على الاستثناء من القوم الذين في الدرك، أو من الهاء والميم في {لَهُمْ}. وقيل: في موضع رفع على الابتداء، والخبر {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} (?).

{وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ} أي: امتنعوا به، يقال: عصمه من كذا، أي: منعه منه. {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} فهم أصحاب المؤمنين ورفقاؤهم في الدارين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015