والهمزة بين الراء والواو من غير ألف (?)، أي: يُبَصِّرونَ الناسَ أعمالَهم، [ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، قاله أبو الفتح، ثم قال: وهي أقوى معنًى من يراءون بالمد على يفاعلون، لأن معنى يراءونهم: يتعرضون لأن يروهم، ويرءّونهم يحملونهم على أن يروهم، قال أبو زيد: رأت المرأة الرجل المرآة: إذا أمسكتها له ليرى وجهه، انتهى كلامه] (?).
{وَلَا يَذْكُرُونَ} حال أيضًا من الضمير في {يُرَاءُونَ} أي: يراؤونهم غير ذاكرين.
{إِلَّا قَلِيلًا}: صفة لمصدر محذوف، أي: إلا ذكرً قليلًا في الندرة، أو زمان، أي: إلَّا وقتًا قليلًا.
{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144)}:
قوله عز وجل: {مُذَبْذَبِينَ}: إما حال من الضمير في {يُرَاءُونَ}، أي: يراؤونهم غير ذاكرين مذبذبين، أو من الضمير في {وَلَا يَذْكُرُونَ}، أو منصوب على الذم.
والمذبذب: الذي ذبذبه الشيطان أو النفاق بينَ الإِيمانِ والكفر، وأصل التذبذب الاضطراب والتحرك، والمنافقون مضطربون في دينهم مترددون بين