{فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا}: أي أولى بجنس الغَنِيّ والفقير، أي: بالأغنياء والفقراء، تعضده قراءة من قرأ: (فالله أولى بهم) وهو أبي (?) - رضي الله عنه -. فالضمير هنا راجع إلى ما دل عليه قوله: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا} إلى المذكور، فلهذا ثُني الضمير في {بِهِمَا}، والقياس توحيده؛ لأن {أَوْ} لأحد الشيئين، وهي هنا على بابها عند الجمهور، وقد مضى الكلام على نحو هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (?).
وعن أبي الحسن: إنَّ {أَوْ} هنا بمعنى الواو (?)، فالضمير في {بِهِمَا} على هذا راجع إلى المذكور وهو غَنِيٌّ وفقير، والوجه ما عليه الجمهور، فاعرفه.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه -: (إن يكن غنيٌّ أو فقيرٌ) بالرفع (?)، على أَنَّ كان تامة بمعنى الحدوث والوقوع.
وقوله: {أَنْ تَعْدِلُوا} مفعول من أجله، أي: كراهة أن تعدلوا بين الناس؛ لأن من خالف الحق كره العدل، أو: إرادة أن تعدلوا عن الحق، فعلى الأول: معناه العدل، وعلى الثاني: معناه العدول، فاعرفه.
وقوله: {وَإِنْ تَلْوُوا} قرئ: بسكون اللام وبعدها وَاوَان، الأولى منهما مضمومة والثانية ساكنة (?)، وهو من التبديل، ومنه {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} (?)، أي: يزيلونها عن الحق إلى الباطل والكذب، أي: وإن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومة العدل، أو تعرضوا عن أداء الشهادة وتمنعوها. وأصله: تَلْوِيُوا استثقلت الضمة على الياء فحذفت فسكنت وبعدها