والقصر والإقصار والتقصير لغات بمعنًى، وقد قرئ بهن (?)، فتَقْصُرُوا من قَصُرَ، وتُقْصرُوا من أقصر، وتُقَصِّرُوا من قَصَّرَ.

وقوله: {مِنَ الصَّلَاةِ} في موضع نصب على أنَّه صفة لموصوف محذوف تقديره: أن تقصروا شيئًا من الصلاة. هذا مذهب صاحب الكتاب رحمه الله (?). ولك أن تجعل (من) مزيدة على قول من جوز ذلك (?)، أي: أن تقصروا الصلاة.

وقوله: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ} أي: خفتم فتنتهم. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: فَتَنْتُهُ، وتميم وربيعة وقيس وأسد يقولون: أَفْتَنْتُهُ (?). وَفَرَّقَ الخليل وصاحب الكتاب بينهما فقالا: يقال: فتنته، إذا جعلت فيه فتنة ككحلتُهُ، وأفتنتُه، إذا جعلته مُفْتَتِنًا (?).

وعن الأصمعي: لا أعرف أفتنتُهُ (?).

قوله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} كان للدوام، وقيل: كانوا في علم الله أعداء لكم، و {لَكُمْ} متعلق بعدو، وهو بمعنى أعداء. وقيل: عدو مصدر على فعول كالولوع، فلذلك لَمْ تجمع، و {لَكُمْ} على هذا الوجه حال على تقدير تقديمه على الموصوف وهو {عَدُوًّا}، وفي الكلام حذف المضاف، أي: ذَوِي عَدُوٍّ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015