متناقضًا. وإلاختلاف المنفي عن القرآن اختلاف التناقض والتفاوت، فأما اختلاف التلاوة كاختلاف وجوه القراءات، واختلاف [معانيها] نحو قوله: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} (?)، {كَأَنَّهَا جآنٌّ} (?) {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (?)، {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (?) وما أشبه هذا فليس بالاختلاف المذكور، وفيه كلام وتفصيل غير ذلك مما يطول الكتاب بذكره، ولا يليق ذكره هنا.

{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {أَذَاعُوا بِهِ} أَفْشَوْهُ، يقال: أَذاعَ السِّرَّ إِذاعَةً، وأَذَاعَ به، بمعنًى وأحدٍ. قال الشاعر:

164 - أذاعَ به في الناسِ حتى كأنهُ ... بِعَلْياءَ نارٌ أُوقِدَتْ بِثُقُوب (?)

يقال: ذاعَ الخبرُ يَذيعُ ذَيْعًا، وأذاعه غيرُه، ورجل مِذْياعٌ لا يستطيع كتمان الخبر.

فإن قلت: الهاء في {أَذَاعُوا بِهِ} إلى أي شيء يعود؟ قلت: قيل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015