ومعنى {فَمِنْ نَفْسِكَ}: فبذنبك، أي: من ذنبٍ أَذْنَبَتْهُ نفسُك فعُوقبْتَ عليه.
واختلف في الخطاب هنا فقيل: للنبي عليه الصلاة والسلام والمراد به غيره (?) وقيل: للإِنسان، كأنه قيل: ما أصابك أيها الإنسان (?).
وقوله {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} (رسولًا) يحتمل أن يكون حالًا مؤكِّدة؛ لأنَّ ذكر الإِرسال يغني عن ذكر الرسولي، أي: أرسلناك ذا رسالةٍ، وأن يكون مصدرًا على طريق التوكيد، أي: أرسلناك إرسالًا. و {رَسُولًا} بمعنى رسالة.
و{لِلنَّاسِ}: يحتمل أن يكون متعلقًا بأرسلنا، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا على تقدير تقديمه على الموصوف وهو {رَسُولًا}.
و{شَهِيدًا}: منصوب على التمييز، قال أبو إسحاق: لأنك إذا قلت: كفى بالله، ولم تبين في أي شيء الكفاية كنت مبهمًا (?). وقيل: على الحال، ونظيره {وَكِيْلًا} (?). والباء {بِاللَّهِ} صلة فيهما.
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}:
قوله عز وجل: {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (حفيظًا) منصوب على الحال من الكاف في {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ}. و {عَلَيْهِمْ} متعلق بقوله: {حَفِيظًا} بمعنى: فما أرسلناك إلّا نذيرًا لا حفيظًا ومهيمنًا عليهم، تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها وتعاقبهم، كقوله: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} (?).