[كقوله: يا ليتني] (?)، والمعنى: ليقولن المنافق لأصحابه المنافقين، كأن لَمْ يكن بينكم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - مودة حين لَمْ يخرجكم لتنالوا من الغنيمة، ثم ابتدأ فقال: يا ليتني. وقيل: بل الجملة في موضعها ومحلها النصب على الحال من الضمير في {لَيَقُولَنَّ}، والتقدير: ليقولن كائنًا في صورة من انتفت المودة بينكم وبينه.
والمنادَى هنا محذوف تقديره: يا هؤلاء، أو يا قوم ليتني كنت معهم. وقيل: المنادى ليس بمحذوف، وإنما المنادى هو التمني، ونداؤه كنداء الحسرة والعَجَب إذا قلتَ: يا حسرتا، ويا عجبا، و {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} (?).
وقوله تعالى: {فَأَفُوزَ} الجمهور على النصب في {فَأَفُوزَ} على جواب التمني بالفاء، وأنْ معها مضمرة لا تظهر، وقرئ: (فأفوزُ) بالرفع (?)، على أنه خبر مبتدأ محذوف بمعنى: فأنا أفوز في ذلك الوقت، وهو داخل أيضًا في التمني كالكون، ويبعد أن يكون عطفًا على {كُنْتُ}، كما زعم الزمخشري (?)، لاختلاف لفظهما، ولذلك نصب الجمهور على الجواب لكونه مصروفًا عن العطف محمولًا على تأويل المصدر، كأنه قيل: يا ليتني كان لي حضور معهم ففوز، اللهم إلَّا أن يريد عطف جملة على جملة لا الفعل على انفراده على الفعل؛ لأنَّ المستقبل لا يُعْطَف على الماضي.
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ