{يُدْخِلْهُ}، وإنما وُحِّدَ ذو الحال وجُمعت الحالُ حملًا على لفظ {مَنْ} ومعناه، كقوله: {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (?).
وكذلك قوله: {نَارًا خَالِدًا فِيهَا} (نارًا) مفعول ثان لقوله: {يُدْخِلْهُ}، و {خَالِدًا} حال من الهاء في {يُدْخِلْهُ}.
ولا يجوز أن يكون {خَالِدِينَ} و {خَالِدًا} صفتين لـ {جَنَّاتٍ} و {نَارًا}، كما زعم بعضهم (?)، كما تقول: بَكْرٌ مررتُ بدارٍ ساكنٍ فيها، على حذف الضمير من ساكن، أي: هو فيها؛ لأنهما جَرَيا على غير مَنْ هُما له، واسم الفاعل إذا جرى على غير من (?) هو له برز ضمير الفاعل، لا بد منه، لانتفاء اللبس، فتقول: خالدين هم فيها، وخالدًا هو فيها، كما تقول: هند زيد ضاربته هي، فتبرز (هي) لجريان اسم الفاعل على غير من هو له، وفيه كلام لا يليق ذكره هنا (?).
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)}:
قول عزَّ وجلَّ: {وَاللَّاتِي} اللاتي جمع التي، والتي اسم مبهم للمؤنث، وفيه ثلاث لغات: التي، واللَّتِ بكسر التاء من غير ياء، واللَّتْ بإسكانها.
وفي تثنيتها ثلاثُ لغاتٍ: اللَّتان، واللَّتا بحذف النون. واللَّتانِّ بتشديد النون.
وفي جمعها خمس لغات: اللاتي، واللاتِ بكسر التاء من غير ياء،