{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}:
قوله عز وجل: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} قرئ: (ولا يَحسبنَّ) بالياء النقط من تحته (?) مسندًا إلى {الَّذِينَ}، فالذين فاعلون به، وأما مفعولا الحسبان: فأن وما اتصل بها تسد مسدهما عند صاحب الكتاب (?)، كقوله: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ} (?).
و(ما): تحتمل أن تكون موصولة، ونهاية صلتها {لَهُمْ}، وعائدها محذوف، والتقدير: نُمليه لهم، و {خَيْرٌ} خبر أنّ و {لِأَنْفُسِهِمْ} متعلق به، وأن تكون مصدرية بمعنى: (ولا يحسبن الذين كفروا) أن إملاءنا لهم خير لأنفسهم [والإملاء: الإمهالُ، والتأخيرُ، والإطالة في العمر، والإنساءُ في الأَجَل، مأخوذ من الملاوة وهي الحِين، ومنه قوله تعالى: {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}، أي: حينًا طويلًا] (?).
وكان القياس على ما يقتضيه عِلْمُ الكتابةِ أن تُكتب مفصولة (?)، غير أنها وَقعتْ في "الإِمام" (?) متصلة فالأَولى اتباعه، وليس لمعترضٍ أن يقول: إنها كافة أو مزيدة لأجل وقوعها في "الإمام" متصلة، لأنها لو كانت كذلك لكان {خَيْرٌ} منصوبًا بـ {نُمْلِي} (?).