قوله عز وجل: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ}: للتنبيه دخل على (أنتم) و (أنتم) مبتدأ، وخبره {أُولَاءِ}، وأولاء: اسم إشارة، أي: أنتم أولاء الخاطئون في موالاة منافقي أهل الكتاب على ما فسر (?).
وقوله: {تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} تفسير وبيان لخطئهم في موالاتهم.
وقيل: {تُحِبُّونَهُمْ} في موضع نصب على الحال (?) من {أُولَاءِ}، والعامل فيها معنى التنبيه.
قال أبو إسحاق: المعنى: انظروا إلى أنفسكم محبين لهم، نُبِّهُوا في حال محبتهم إياهم، انتهى كلامه (?).
وقيل: {أُولَاءِ} موصول، و {تُحِبُّونَهُمْ} صلته (?)، وهو مع صلته خبر (أنتم).
وقيل: {هَاأَنْتُمْ} مبتدأ و {أُولَاءِ} مبتدأ ثان، والخبر {تُحِبُّونَهُمْ} والجملة خبر {هَاأَنْتُمْ}. وقد مضى الكلام على هذا في سورة البقرة عند قوله: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} بأشبع من هذا (?).
وقوله: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} الواو في {وَتُؤْمِنُونَ} واو الحال، وذو الحال الكاف والميم في {وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}، أي: ولا يحبونكم والحالُ أنكم تؤمنون بالكتاب كله، والمراد بالكتاب هنا الجنس، أي: بالكتب، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (?)، والمعنى: أنتم تؤمنون بجميع الكتب، وهم لا يؤمنون بكتابكم.