وقوله تعالى: {فَإِنَّهُ} الضمير لـ (مَن) في قوله: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا}.
{آثِمٌ}: يحتمل أن يرتفع بخبر إن على المذهب المنصور، و {قَلْبُهُ} رفع به على الفاعلية، كأنه قيل: يأثم قلبه. وأن يرتفع بالابتداء، و {قَلْبُهُ} به أيضًا سادًا مسدّ الخبر، والجملة خبر إن. وأن يرتفع {قَلْبُهُ} بالابتداء، و {آثِمٌ} خبره، والجملة خبر إن. وأن يكون {آثِمٌ} خبر إن، و {قَلْبُهُ} بدل من المستكن في {آثِمٌ}، وهو بدل البعض من الكل.
وعن أبي حاتم أنه أجاز (قَلْبَهُ) بالنصب على التفسير (?)، وخُطِّئ لكونه معرفة (?). وقرئ: (أَثَّمَ) بتشديد الثاء على أنه فعل ماض، (قَلْبَهُ) منصوبًا (?)، أي: جعله آثمًا.
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}.
قوله عز وجل: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} قرئا مجزومين (?) عطفًا على جواب الشرط وهو {يُحَاسِبْكُمْ}، ومرفوعين (?) على الاستئناف، أي: فهو يغفر، ومنصوبين (?) عطفًا على المعنى بإضمار أن، وهذا الذي يسميه النحويون الصَّرْفَ.