وقد جوز نصب {قَدَرُهُ} على أنه مفعول به على المعنى (?)؛ لأن معنى {وَمَتِّعُوهُنَّ}: ولْيؤدِّ كلٌّ منكم قَدْرَ وسعه، أو: فأوجبوا على الموسعِ قدرَهُ، وعلى المقتر قدره. والموسع الذي له سَعَةٌ. والمقتر: الضيقُ الحالِ.
والقدْر والقدَر بإسكان الدال وفتحها لغتان فاشيتان، وقرئ بهما (?). وفي التنزيل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (?)، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (?).
وقوله: {مَتَاعًا} اسم واقع موقع المصدر، كالسلام والكلام، والمصدر الحقيقي: التمتيع، وهو تأكيد لقوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ}، كأنه قيل: ومتعوهن تمتيعًا، ثم أُوقِعَ اسْمُ المصدر موقعَهُ، لجريه مجراه. ويحتمل أن يكون في موضع نصب على الحال من الفاعل في {وَمَتِّعُوهُنَّ}، أي: ومتعوهن ذَوِي مَتاعٍ.
{بِالْمَعْرُوفِ}: يحتمل أن يكون صفة لمتاع، وأن يكون حالًا من الفاعل في {وَمَتِّعُوهُنَّ}، أي ملتبسين به. ومعنى بالمعروف: بالوجه الذي يَحْسُنُ في الشرع والمروءة.
{حَقًّا}: يحتمل أن يكون نعتًا لقوله: {مَتَاعًا}، أي: متاعًا واجبًا عليهم، وأن يكون مصدرًا مؤكدًا، أي: حقَّ ذلك حَقًّا، كما تقول: هو فلانٌ حقًّا.
{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ