على المعنى، والتقدير: أو كونوا أشد ذكرًا لله منكم لآبائكم، ودلّ على هذا المعنى قوله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ}، أي: كونوا ذاكريه، وهذا أسهل من حمله على المجاز، انتهى كلامه (?).
و{أَوْ} هنا يحتمل أن يكون للتخيير، وأن يكون للإباحة، وقيل: بمعنى بل، وقيل؛ بمعنى الواو.
وقوله: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ} مَن: موصولة في موضع رفع بالابتداء، و {فَمِنَ النَّاسِ} الخبر، ومثله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ} (?)، ولك أن ترفعهما بالظرف على رأي أبي الحسن، وقد ذكرت في غير موضع (?).
وقوله: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} من: مزيدة للتأكيد، وهي مع ما بعدها في موضع رفع بالابتداء، و {لَهُ} الخبر. و {فِي الْآخِرَةِ}: في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو {مِنْ خَلَاقٍ}، أي: من طلب خلاق، وهو النصيب، أي: وما لهذا الداعي نصيب في الآخرة؛ لأن همه مقصور على الدنيا.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)}:
قوله عز وجل: {فِي الدُّنْيَا} يحتمل أن يتعلق بـ {آتِنَا}، وأن يتعلق بمحذوف، ويكون في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو {حَسَنَةً}.
و{وَقِنَا}: أصله أَوْقِنَا؛ لأنه من وَقَى يَقِي، والأصل: يَوْقِي،