القصيدة) (?)، وقد رأيت الهمم إليه مصروفة، والقلوب به مشعوفة (?)، أحببت أن أشفعه بكتابٍ آخر في إعراب القرآن، مقتضب من أقاويل المفسرين، ومن كتب القراء والنحويين، بعدما سمعت أكثرها من مشيختي، ورويتها عن أئمتي، مجتهدًا في جمع مفترقه، وتمييز صحيحه، وإيضاح مشكله، وحذف حشوه، واختصار ألفاظه، وتقريب معانيه، بديع في فَنه (?)، رائق في حُسنه، لا بقصير مخل، ولا بطويل ممل، فبادرت إلى تأليفه وإتمامه خوف فُجاءَةِ الموت (?)، وحدوث الفوت، وطمعًا أن ينتفع به طالبو هذا الفن، وأودعته ما يحتاجون إليه.

والذي حملني على تأليف هذا الكتاب - وإن سبقني إلى جمع مثله ذوو الألباب - تطويلُ قومٍ وتقصيرُ آخرين، مع إخلائهما من كثير ما يُحتاج إليه، وذكرهما ما لا يُحتاج إليه، فأردت أن يكون كتابي هذا مَجْمَعَ بينهما، ومَحْجَر عينهما، ولست بمنتسب إلى الكمال، ولا بِمُدَّعٍ العِصْمَةَ في المقال، ولكن أقول ما قال ابن العلاء (?): "ما نحن فيمن مضى إلاَّ كبَقْلٍ بين أصول نَخْلٍ طوال" (?). فما عسى أن نقول نحن، وأفضل منازلنا أن نفهم أقوالهم، وإن كانت أحوالنا لا تُشْبِه أحوالهم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015