{مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}: متعلق بقوله: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ} تعلق الجار بالفعل، وكذلك {مِنَ الْفَجْر}. وقوله: {مِنَ الْفَجْر} بيانٌ أَنَّ الخيطين من الفجر لا من غيره، لما روي: "أن الله تعالى لما أنزل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا. . .} الآية، ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ} كان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود، والخيط الأبيض، ولا يزال يأكل وبشرب حتى يتبين له، فأنزل الله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار" (?).

(مِن): الأولى للبيان، والثانية تحتمل أن تكون بيانًا للخيط الأبيض، كأنه قيل: الخيط الأبيض الذي هو الفجر، وأن تكون للتبعيض؛ لأنه بعض الفجر وأوله.

والفَجْر في الأصل: مصدر قولك: فَجَر الشيءُ يَفْجُر فَجْرًا، إذا شقّ.

والخيط الأبيض: قيل: أَوَّل ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق، كالخيط الممدود.

والخيط الأسود: ما يمتد معه من غبش الليل، والغَبَشُ بالتحريك: البقية من الليل، ويقال لظلمة آخر الليل، شُبِّها بخيطين: أبيض وأسود.

وقوله: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ} ابتداء وخبر في محل النصب على الحال من الضمير في {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ}، أي: ولا تباشروهن وقد نويتم الاعتكاف في المسجد.

قيل: وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المسجد؛ لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015