ويتأول البر بمعنى ذي البر، أي: ولكن ذا البر من آمن بالله.
وقيل: البر بمعنى البارّ على تسمية اسم الفاعل بالمصدر، وتعضده قراءة من قرأ: (ولكن البارَّ) (?). وإنما احتيج إلى هذه التقديرات؛ لأنَّ البر مصدر، و {مَنْ آمَنَ} جُثَّة، والجثة لا تكون خبرًا عن المصدر (?).
وقرئ: (ولكنِ البرُّ) بتخفيف النون ورفع البر (?) على الابتداء، و {مَنْ آمَنَ} الخبر، وكسرت النون لالتقاء الساكنين.
و{وَالْكِتَابِ}: يحتمل أن يراد به جنس كتب الله، لكونه في الأصل مصدرًا، وأن يراد به القرآن.
{عَلَى حُبِّهِ}: الحب مصدر قولك: حَبَّ الشيءَ يَحِبُّهُ بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر حبًّا ومحبةً، وأحبه إحبابًا، لغتان بمعنىً، وقد جمعهما الشاعر في قوله:
89 - أُحبُّ أبا مَرْوانَ من أجل تَمْرِهِ ... وأعلمُ أنَّ الرفقَ بالمرءِ أوفقُ (?)
وواللهِ لولا تَمْرُهُ ما حَبَبْتُهُ ... ولا كان أدنى من عُبَيدٍ ومُشْرِقِ (?)