مفعوله. و {مَا} يحتمل أن تكون تعجبًا عَجَّبَ اللَّهُ المؤمنين من حال هؤلاء الكفرة في إقدامهم على عمل يؤديهم إلى النار، وأن تكون استفهامًا بمعنى أيُّ شيء صبَّرهم على النار؟ أي: حبسهم عليها، يقال: أصبره على كذا وصبَّره، بمعنىً، وهذا أصل معنى فعل التعجب (?).
وعن الكسائي: (ما أصبرهم) استفهام على جهة التعجب. قال بعض أهل العلم: هذا حسن، كأنه توبيخ لهم، وتعجب لنا. وعن الكسائي أيضًا أنه قال: قال لي قاضي اليمن بمكة: اختصم إليَّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أَصْبَرَكَ على الله، يعني: ما أصبرك على عذاب الله (?).
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {ذَلِكَ} مبتدأ و {بِأَنَّ اللَّهَ}: الخبر، أي: ذلك العذاب وجَبَ بسبب أن الله نَزَّل ما نزل (?) من الكتب بالحق. {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا} في كتب الله، فقالوا في بعضها حَقٌّ، وفي بعضها باطل، وهم أهل الكتاب، {لَفِي شِقَاقٍ} لفي خلاف {بَعِيدٍ} عن الحق. و {الْكِتَابِ} للجنس.
أو خبر مبتدأ محذوف (?)، أي: الأمر ذلك، أو كفرهم ذلك بسبب أن