واختلف في الهاء والميم في {لَهُمْ}:

فقيل: لـ (مَن)، في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ} (?).

وقيل: للناس، في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا} (?)، وعُدِل بالخطاب عنهم على طريقة الالتفات، كقوله: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} (?). وقيل: للكفار وإن لَمْ يجر ذكرهم؛ لأنَّ الضمير يعود إلى المعلوم كما يعود إلى المذكور (?).

{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} مثل: في موضع رفع بالابتداء. و {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} الخبر، يقال: نَعَقَ الراعي بالغنم يَنْعِقُ نَعِيقًا، إذا صاح بها زجرًا لها، أي: ومَثَلُ داعيهم إلى الإيمان في أنهم لا يسمعون من الدعاء إلَّا جرس النغمة، ودَوِيّ الصوت من غير انتفاع به ولا استبصار، كمثل الناعق بالبهائم التي لا تسمع إلَّا دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزجر لها، ولا تفقه شيئًا آخر ولا تعي كما يفهم العقلاء ويعون (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015