وحبًا لبلده، ولو كان على الحق للزم قبلة الأنبياء (?).
وقيل: المراد بالناس العرب، و {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} استثناء منهم.
والمعنى: لئلا يكون للعرب عليكم حجة واعتراض في استقبالكم القبلة التي هي قبلة إبراهيم وإسماعيل {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} وهم أهل مكة حين يقولون: بدا له فرجع إلى قبلة آبائه ويوشك أن يرجع إلى دينهم (?).
فالاستثناء على هذين الوجهين متصل، وقيل: هو منقطع والمعنى: لكن الذين ظلموا فإنهم يحتجون بالباطل، فالمراد بالناس على هذا الوجه اليهود، وبـ {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا}؛ مشركو مكة (?)، وذلك أن اليهود فيما فسر كانوا يحتجون على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلى المؤمنين في صلاتهم إلى بيت المقدس ويقولون: ما دَرَى محمد وأتباعه أين قبلتهم؟ حتى هديناهم نحن، ويخالفنا في ديننا، ويتبع قبلتنا، فلما صُرِفت القبلة إلى الكعبة بطلت هذه الحجة، ثم قال: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} وهم المشركون، فإنهم قالوا: قد تحير محمد في دينه، فتوجه إلى قبلتنا، وعلم أنّا أهدى سبيلًا منه، ويوشك أن يرجع إلى ديننا.
والوجه: أن يكون متصلًا، يشهد له وينصره قوله: {مِنْهُمْ}.
والجمهور على كسر الهمزة وتشديد اللام في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} وهو حرفُ إيجاب، وقرئ: (أَلَا الذين) بفتح الهمزة وتخفيف اللام (?)، وهو حرف تنبيه، وتقف على هذه القراءة على {حُجَّةٌ} ثم تستأنف منبّهًا قائلًا: أَلَا