والإيلاف والإيناس بمعنى، وضدهما الإيحاش.
وقريش: هم بنو النضر بن كنانة، واختلف في تسميتهم قريشًا، فقيل: سموا قريشًا، لأنهم كانوا كَسَّابين بتجاراتهم وضربهم في البلاد، ولم يكونوا أهل زرع ولا ضرع، والقَرْشُ الكسب، وفلان يَقْرِشُ لعياله، أي: يكسب، فهو قارش، فقُريش تصغير قارش، والقياس قويرش، غير أنه رُخِّمَ وصُغِّر كقولهم: حُريث في حارثٍ (?).
وقيل: سموا بتصغير القِرش، وهو دابة عظيمة في البحر، وروي أن معاوية سأل ابن عباس رضي الله عنهم لم سميت قريش قريشًا؟ فقال: باسم دابة في البحر تأكل ولا تؤكل، وتَعلو ولا تُعلى (?)، وأنشد:
638 - وَقُرَيْشٌ هي التي تسكن البحر ... بها سُمّيَتْ قُرَيْشٌ قُريْشا (?)
والتصغير للتعظيم.
وقيل: سموا قريشًا لِتَقَرُّشِهِمُ، أي: لتجمعهم وائتلافهم، يقال: قرشتُ الشيءَ، أي: جمعته، وتقرشوا، أي: تجمعوا (?).
وقوله: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} (إيلافهم) بدل من الأول، قيل: أطلق الإيلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيمًا لأمر الإيلاف وتذكيرًا بعظم النعمة فيه، كما تقول: عجبت من إحسانك إحسانك إلى زيد (?).