وقرئ: (أَلَا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام (?) على أنها التي للتنبيه، و {مَنْ} على هذه القراءة شرطية، والجواب: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ}، كما تقول: من قام فيكرمه زيد، والمبتدأ بعد الفاء مضمر، أي: فهو يكرمه، وكذا هنا، أي: فهو يعذبه الله، لا بد من هذا التقدير، لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لقيل: يكرمْه يعذبْه الله بالجزم، وقد مضى الكلام على نحو هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا.
و{مَنْ} في موضع رفع بالابتداء، وخبره الشرط أو الجواب، وقد ذكر أيضًا نظيره فيما سلف من الكتاب في غير موضع (?).
{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}:
قوله عز وجل: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} الجمهور على تخفيف ياء {إِيَابَهُمْ}، وهو فِعال من آبَ يؤوب أَوْبًا وأَوْبَةً وإيابًا، إذا رجع، كصام يصوم صَومًا وصِيامًا، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها واعتلالها في الفعل.
وقرئ: (إيَّابَهُم) بتشديدها (?)، وقد جوز أن يكون فِيعالًا مصدر أوَّبْتُ فَوْعَلْتُ من آب، بمنزلة حَوْقَلْتُ، وأتى المصدر على الفِيعال كالحِيقال، أنشد الأصمعي:
627 - يا قَوْمِ قَدْ حَوْقَلْتُ أو دَنَوْتُ ... وبعض حِيقَالِ الرِّجَالِ المَوْتُ (?)