وأما من فسره برده إلى الحالة الأولى، أو جعل الضمير في رجعه للماء، وفسره برده إلى مخرجه من الصلب والترائب، أو إلى الإحليل، فجعل الظرف ظرفًا لمضمر دل عليه {رَجْعِهِ}، أي: يبعثه يوم تبلى السرائر، أو واذكر يوم، فيكون مفعولًا به، ولا يعمل فيه {لَقَادِرٌ}، لأن ذلك في الدنيا لا في يوم القيامة.

وقوله: {وَلَا نَاصِرٍ} عطف على لفظ {قُوَّةٍ} ويجوز في الكلام (ولا ناصرٌ) بالرفع عطفًا على محلها.

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}:

قوله عز وجل: {ذَاتِ الرَّجْعِ} الرجع: المطر، وجمعه: رُجْعان، مسموع من القوم، كبُطنان في جمع بَطن، والقياس: أَرْجُعٌ ورجُوعٌ (?).

وقوله: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} الجمهور على (أمهلهم) بألف قبل الميم، وقرئ: (مَهِّلْهُمْ) بغير ألف (?)، مَهِّلْ وأَمْهِلْ بمعنًى، وكذلك {رُوَيْدًا}، وإنما جاءت على اختلاف ألفاظها مع اتفاق معانيها تأكيدًا، وذلك أن الجمهور آثروا التوكيد وكرهوا التكرير، فلما تكلفوا إعادة اللفظ مع إنكارهم إياه، انحرفوا عن الأول بعض الانحراف بتغييرهم المثال بانتقالهم عن فَعِّلْ إلى أَفْعِلٍ، فلما تكلفوا التثليث أتوا بالمعنى وتركوا اللفظ فقالوا: (رويدًا).

وأما من قرأ: (مهلهم) فكرر اللفظ والمثال جميعًا نظرًا إلى أصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015