{أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}، أي: أنت ذِكُرٌ من ذكراها، وعلامة من علاماتها، كما قال عليه الصلاة والسلام: "بعثت والساعة كهاتين" (?).
وقوله: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} (منتهاها) مبتدأ، و {إِلَى رَبِّكَ} خبره، أي: إلى ربك منتهى علم الساعة، فحذف المضاف لحصول العلم به، أي: ينتهي إليه علمها.
وقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} الجمهور على ترك التنوين والإضافة، وقرئ: (منذرٌ من يخشاها) (?)، وكفاك دليلًا: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} (?) والإضافة تخفيف، وقد جوز أن يكون كلاهما للحال أو الاستقبال، ويجوز أن يراد المضي على قراءة الجمهور، لأنه قد فَعَلَ الإنذارَ.
وقوله: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} (يوم) ظرف لما في (كأن) من معنى التشبيه. {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} أي: عشية يوم أو ضحى تلك العشية، أي: آخر يوم أو أوله، فهو كقوله: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} (?). والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة النازعات
والحمد لله وحده