621 - أَتَانَا عامِرٌ يَرْجُو قِرَانا ... فأتْرَعْنَا له كأْسًا دِهَاقا (?)
فدهاق مصدر وصف به بمعنى مُدْهَقَةٍ، أي: مملوءة.
وقوله: {لَا يَسْمَعُونَ} يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون في موضع الحال من المتقين، والعامل فيها الاستقرار، أي: اسْتَقَرَّ لهم الفوزُ غيرَ سامعين فيها لَغْوًا. وقوله: {وَلَا كِذَّابًا} قرئ بالتشديد والتخفيف (?)، فالتشديد مصدر كذَّبَ كِذابًا، كقَتل قِتَالًا، وكَلَّمَ كلَّامًا، وفِعَّال في باب فَعَّلَ كله فاشٍ من كلام القوم، لا يكادون يقولون غيره، والتخفيف يجوز أن يكون مصدر كاذَبَ كِذابًا، كَقَاتَل قِتالًا، وأن يكون مصدر كَذَبَ كِذابًا، كصامَ صِيامًا، وقامَ قيامًا، قال:
622 - فَصَدَقْتُهَا وَكَذَبْتُهَا ... والْمَرءُ يَنْفَعُهُ كذَابُهُ (?)
وقوله: {جَزَاءً}: مصدر مؤكد لفعله يدل عليه قوله: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} أي: وجازاهم بأعمالهم الحسنة جزاءً.
وأما قوله: {عَطَاءً} فنصبه يحتمل أوجهًا: أن يكون مصدرًا مؤكدًا أيضًا لفعله، أي: وأعطاهم عطاءً، أي: إعْطَاءً. وأن يكون بدلًا من {جَزَاءً}، لأن معنى جازاهم وأعطاهم واحد، وأن يكون نصبًا بجزاء نصب المفعول به، أي: جزاهم عطاء، وعطاء على هذا عينٌ بمعنى مُعطىً.