{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}:
قوله عز وجل: {بِالْحَقِّ}: في موضع نصب على الحال من الكاف، أي: أرسلناك ملتبسًا بالحق. ولك أن تعلقه بأرسلنا على أنه مفعول به، أي: بسبب إقامة الحق.
{بَشِيرًا وَنَذِيرًا}: حالان من الكاف أيضًا، أو من المنوي في {بِالْحَقِّ} إن جعلته في موضع الحال، وإلا فلا، أي: بشيرًا مَن اتبعك على ما جئت به بالثواب (?)، نذيرًا مَن خالفك فيه.
{وَلَا تُسْأَلُ}: قرئ: بضم التاء واللام، وذلك يحتمل أن يكون حالًا أيضًا منه - صلى الله عليه وسلم -، أي: أرسلناك بشيرًا ونذيرًا، وغير مسؤول عن أصحاب الجحيم. وأن يكون مستأنفًا.
وقرئ: (ولا تَسألْ) بفتح التاء وجزم اللام على النهي عن السؤال عنهم، وعلى هاتين القراءتين الجمهور (?).
وقرئ أيضًا: (ولا تَسأَلُ) بفتح التاء وضم اللام (?)، وذلك يحتمل الوجهين أيضًا: أن يكون خبرًا مستأنفًا على معنى: أنه لا يَسْأَلُ هو عنهم عليه الصلاة والسلام. وأن يكون حالًا، أي: وغيرَ سائل عنهم. وعن أُبي رضي الله عنه: (وما تُسْأَلُ)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه: (ولن تُسْأَلَ) (?)،