وقوله: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ} قرئ: بفتح الياء (?)، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه حال إما من الضمير المنصُوب في {وَلَقَّاهُمْ} (?) أو في {وَجَزَاهُمْ} (?)، وإما من المجرور في قوله: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ}، أي: يعلوهم في هذه الحالة ثياب سندس، فيرتفع {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} باسم الفاعل المنصوب على الحال. و {عَالِيَهُمْ} نكرة يراد به الانفصال لكونه في معنى الاستقبال، فلذلك جاز نصبه على الحال لكونه نكرة، أي: عاليًا إياهم ثياب سندس. وقد جوز الزمخشري أن يكون حالًا من الضمير المنصُوب في {حَسِبْتَهُمْ} (?)، وليس بالمتين لاشتمال الحسبان على الحال كاشتماله على مفعوليه، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض، وأيضًا فإن وصف الولدان بالثياب الموصوفة دون الأبرار، فيه ما فيه.
والثاني: ظرف مكان بمعنى فوقهم، فهو منصوب بكونه ظرفًا، كأنه قيل: فوقهم ثياب سندس، فـ {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} على هذا مبتدأ، وخبره {عَالِيَهُمْ}، ولك أن ترفع {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} بالظرف على قول من يرى ذلك، فلا ذكر على هذا في الظرف، وقد جوز أن يكون {عَالِيَهُمْ} وإن كان ظرفًا عاملًا الرفعَ في {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} إذا جعلته في موضع الحال، وإن كان في اللفظ ظرفًا.
وقرئ: (عالِيْهم) بإسكانها (?)، وذلك يحتمل وجهين: أن يكون مبتدأ - وهو الجيد - وخبره {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} واسم الفاعل يراد به الجمع، كالذي في