والدال على البناء للفاعل، وفيه وجهان:

أحدهما: الطائفون بها، دل عليهم، {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ} أي: قدر الطائفون تلك الأكواب على قَدْرِ رِيِّهم وكفايتهم من غير زيادة ولا نقصان.

والثاني: أهل الجنة، أي: قدروها في أنفسهم فجاءت على ما قدروها.

وقرئ: (قُدِّروها) بضم القاف وكسر الدال على البناء للمفعول (?)، قيل: ووجهه أن يكون من قَدَّرَ منقولًا من قَدَرَ بالتخفيف، تقول: قَدَرْتُ الشيءَ وقَدَرَنِيهِ فلان، إذا جعلك قادِرًا له، أي: جُعلوا قادرين لها كما شاؤوا، وأطلق لهم أن يَقْدِروا على حسب ما اشتهوا.

وقوله: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} القول في نصْب عين كالقول في قوله: {عَيْنًا يَشْرَبُ} (?). و {سَلْسَبِيلًا}: مفعُول ثان لقوله: {تُسَمَّى} أي: تسمّى تلك العين سلسبيلًا. والجمهور على صرفه وهو اسم واحد، ووزنه فَعْلَلِيل كدَرْدَبِيس (?) من السلاسة، يقال: ماء سلسل، وسلسال، وسلسبيل إذا كان سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه.

قيل: وقد زيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية، ودلت على غاية السلاسة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015