وعن بعض أهل العلم: وإنما جاز {كَفُورًا} بلفظ المبالغة دون {شَاكِرًا}، لأن شُكْرَ اللهِ لا يُؤَدَّى، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر (?).

وقرئ: (أَمّا) بفتح الهمزة (?). وجواب {إِمَّا} محذوف، والتقدير: إما شاكرًا فبتوفيقنا، وإما كفورًا فبإضلالنا.

{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)}:

قوله عز وجل: {سَلَاسِلَا} قرئ: بترك الصرف، و (سلاسلًا): بالصرف (?)، فمن ترك صرفه أتى به على الأصل المستعمل عند القوم في نحو هذا الجمع، لأنه نهاية الجمعِ المكسَّرِ لا نظير له في الآحاد، ومَن صرفه فلأن هذا الجمعَ أشبهَ الآحادَ، لأنهم قالوا: صواحبات يوسف، في جمع صواحب، فلما جمعوه جمع الآحاد المنصرفة جَعَلَهُ في حكمها وصرفه. وقيل: لما عطف عليه جمع مصروف صرف للمشاكلة، مع أن أبا الحسن حكى عن بعض القوم: صرف جميع ما لا ينصرف، لأن الأصل في الأسماء أن تكون منصرفة، ولهذا يصرفها الشعراء في الشعر في حال الضرورة (?).

وقد مضى الكلام على هذا في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة بأشبع من هذا، فأغناني عن الإعادة هنا.

{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015