قوله عز وجل: {وَالْقَمَرِ} جَرٌّ بواو القسم، وجوابه: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ}، أي: إن سقر أو النار - وقد جرى ذكرهما - لَإحدى العظائم التي خلقها الله جل ذكره للتعذيب.

و{الْكُبَرِ} جمع الكبرى. قيل: جعلت ألف التأنيث كتائها، فكما جمعت فُعْلة على فُعَل، جمعت فُعْلى عليها، ونظير ذلك: القواصع في جمع القاصعاء، كأنها جمع فاعلة (?).

وقرئ: (دَبَرَ وأَدْبَرَ) (?)، لغتان بمعنى، أي: ولَّى وذهب. و (إذ) و (إذا) (?) والعامل فيهما معنى القسم، أعني في إذ وإذا على القراءتين.

وقوله: {نَذِيرًا} الجمهور على نصبه وهو الوجه لأجل الرسم، وفيه أربعة أوجه:

أحدها: حال، وفي ذي الحال أوجه، أحدها: المنوي في {قُمْ}، والثاني: المستكن في {فَأَنْذِرْ}، وكلاهما فيه بعد للبعد. والثالث: هو في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}، وفيه ما فيه عند من تأمل. والرابع: اسم (إن) في قوله: {إِنَّهَا}، وليس بشيء لعدم العامل. والخامس: المستتر في (إحدى). والسادس: الذكر في {الْكُبَرِ}. والسابع: محذوف يدل عليه معنى قوله: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ}، أي: عظمت منذرًا، هذا على قول من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015