عليه، و "المِنَّةُ تَهْدِمُ الصنيعةَ" (?) لا مِنْ مَنَّ عليه إذا أنعم، لأن حق المضمر أن يكون من جنس المظهر دليلًا عليه، ولذلك لا يجوز أن تقول: لا تَدْنُ من الأسد يأكلْكَ، بالجزم، لأن النفي لا يدل على الإثبات.
وقرئ أيضًا: (تستكثِرَ) بالنصب (?) بإضمار (أنَّ) كقوله:
611 - ............. احْضُرَ الوغَى ... ............. (?)
على رواية النصب، وتعضده قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: (أن تستكثر)، وقد ذكر آنفًا (?).
قال أبو الفتح: مَن نصبه فهو بدل من قوله: {وَلَا تَمْنُنْ} في المعنى، ألا ترى أن معناه: لا يكن منك مَنّ فاستكثار، فكأنه قال: لا يكن منك مَنّ أن تستكثر، فتضمر (أنْ) لتكون مع الفعل المنصوب بها بدلًا من المنّ في المعنى الذي دل عليه الفعل، فهو كقولك: لا تشتمْه فيشتمَك، أي: لا يكن منك شتم له ولا منّة أن يشتمك، انتهى كلامه (?).
{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}:
قوله عز وجل: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} القائم مقام الفاعل: {فِي النَّاقُورِ}. وقيل: القائم مقامه المصدر، دل عليه (نُقِرَ)،