{حَسَدًا}: يحتمل أن يكون مفعولًا من أجله، كأنه قيل: وَدَّ كثير من أجل الحسد، أو يردونكم من أجل الحسد. وأن يكون مصدرًا دل. ما قبله على الفعل، أي: حسدوكم حسدًا. وأن يكون في موضع حال، أي: حاسدين.
{مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}: قد جوز أن يتعلق بـ {وَدَّ}، وهو اختيار أبي إسحاق (?) على معنى: تمنوا أن ترتدوا عن دينكم. قيل: وتمنيهم ذلك من عند أنفسهم ومن قِبَلِ شهوتهم، لا من قِبَلِ التديبن والميل مع الحق؛ لأنهم ودوا ذلك من بعد ما تبين لهم أنكم على الحق، فكيف يكون تمنيهم من قِبَلِ الحق (?)؟ وأن يتعلق بقوله: {حَسَدًا} على وجه التوكيد، لأن لفظ الحسد يؤتي (?) هذا، فأتى {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} تأكيدًا، كقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ} (?)، {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} (?)، {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} (?)، أي: حسدًا مُتَبالِغًا منبعثًا من أصل نفوسهم، ولم يُؤمروا به.
{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ}: بدل من {عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}، و {مَا}: مصدرية، أي: من بعد تَبَيُّنِ الحق.
{فَاعْفُوا}: أصله: (فاعفُوُوا) استثقلت الضمة على الواو التي هي لام الفعل، فأزيلت عنها وحذفت لالتقاء الساكنين هي وواو الجمع.
{حَتَّى يَأْتِيَ}: متعلق به، أي: فاعفوا إلى أن يأتي الله بأمره الذي هو قتل بني قريظة، وإجلاء بني النضير وإذلالهم بضرب الجزية عليهم على ما